الطاهر بن قيزة في جمعية النقاد المسرحيين

هموم تونسية:
بقلم : محمد المي
منذ أن قامت جمعية النقاد المسرحيين التونسيين وهي تسعى ما أمكنها السعي إلى اثبات وجودها بما تيسر من امكانيات في زمن تراجعت فيه حظوظ الثقافة..

لقد كرمت الجمعية في بداية عهدها حسن المؤذن ثم أحمد حاذق العرف كما شاركت في تنظيم ندوات نقدية مع أيام قرطاج المسرحية أو مراكز الفنون الدرامية والركحية مثل مركزي المهدية والقيروان .

هذا القليل الذي تحقق منذ انبعاثها بالقليل مما لديها من امكانيات مالية اذ لا دخل للجمعية غير اشتراكات أصحابها أو اعانة جادت بها إحدى مؤسسات الدولة.

ولئن كانت الموارد المالية قليلة فان الاسماء التي تقف وراء هذه الجمعية نوعية ان لم نقل هي من الوزن الثقيل على غرار المؤسسين امثال: فوزية المزي (الرئيسة) أو حمدي الحمايدي (مؤسس معهد الدراسات المسرحية) و هشام بن عيسى (المدير الحالي لمعهد الدراسات المسرحية) أو حافظ الجديدي وأخيرا تعزز موقف الجمعية بقبول الفيلسوف الطاهر بن قيزة الانضمام إلى الجمعية.

قد يضحك بعض الجهلة وبعض ذوي المعلومات المحدودة عن علاقة أستاذ جامعي مختص في الفلسفة إلى جمعية النقاد المسرحيين واقول جهلة لأن من يعرف علاقة المسرح بالفلسفة لا يضحك بل يبارك هذا .

واقول بعض ذوي المعلومات المحدودة لأن معنى كلمة جمعية يعني - من بين ما يعني - اجتماع أفراد من كفاءات مختلفة لتكوين تجمع ما له غاية قصد تحقيق شيء ما . فمن الضروري أن يكون النسيج مختلفا ولا يكون بلون واحد وهذا مما تسعى الى تحقيقه الجمعيات بل من أهم أهدافها.

هناك من يجلس على الربوة وهناك من يركن إلى جذع شجرة كالعجاىز الارامل قصد شرب الشاي والتقطيع والترييش والتنبير وهؤلاء الرهط تعج بهم ساحتنا (بارك الله في ترابها واسفلتها) قياسا على قولة المرحوم الهادي السملالي: يبارك في ترابك ياتونس.
لقد نهضت الساحة في ثلاثينات القرن العشرين على حراك جماعة تحت السور الذين كان منهم : رسام الكاريكاتور والشاعر والقصاص والصحافي والموسيقي والمطرب والممثل والمخرج المسرحي والفنان التشكيلي ...الخ أما اليوم فقد خملت ساحتنا الثقافية لأن المسرحي لا علاقة له بالفن التشكيلي والسينمائي لا علاقة له بالشعر والموسيقي لا علاقة له بالرواية والقصة والأديب لا علاقة له بالمسرح وكل عصابة من هذه العصابات تنغلق على نفسها بما أوتيت من جهد خوفا من " الدخلاء" وحفاظا على صفاء الجو لها دون سواها ولذلك اصاب جل قطاعاتنا الجفاف والجهل والشللية والمحسوبية ...الخ 

مرحبا بالفيلسوف الطاهر بن قيزة بيننا في جمعيتنا التي تجمع ولا تفرق وتقرب ولا تقصي ألا من اقصى نفسه.

تعليقات