الحبيب جاء وحده

بقلم: محمد المي
مثلما ساقت الأقدار لي مخطوطات الطاهر الحداد سنة 1996 فانها شاءت ان تلقي بين يدي مرة أخرى كراسا شعريا مخطوطا للمناضل الشاعر الحبيب جاء وحده (1901-1967) .

قرأت كثيرا عن هذا الشاعر وأغلب من قرأت ما كتبوا عنه أنهم يتحسرون على ضياع شعره وتلاشيه وان كانوا قد أجمعوا على مكانته في تاريخ الشعر فممن كتب عنه : 
الاديب محمد المرزوقي
الصحافي والأديب الهادي العبيدي
صديق الشابي محمد الحليوي
الشاعر الكبير الشاذلي عطاء الله
القاضي محمود شمام
الاديب الموثق رشيد الذوادي
الصحفي الاديب عبد الرؤوف الخنيسي وقد حاوره في حياته.وأخيرا المفتي الأسبق للديار التونسية: محمد المختار السلامي صحبة الأستاذ محمد الحبيب السلامي

لقد ذكر الزعيم الحبيب بورقيبة أشعار الحبيب جاء وحده وربما لهذا السبب طارت شهرته في الوقت الذي عز فيه شعره ! 
علاقته بالزعيم بورقيبة
علاقتهما تعود إلى أيام زمن المراهقة فقد درسا معا في المعهد الصادقي ونالا شهادة البروفي العربية معا في جوان 1919 وقد خلد جاء وحده نجاحهما في قصيدة نشرت في جريدة الزهرة سنة 1919 وأبان فيها عن حبه لبورقيبة واعجابه به مشيدا بتفوقه في ذلك الزمن اي عندما كان بورقيبة في سن 16 عاما وجاء وحده يصغره بعامين .
تواصلت العلاقة بينهما رغم أن كل منهما اتخذ مسارا في حياته فقد اشتغل جاء وحده معلما في بداية حياته وكان من مؤسسي جامعة عموم العملة التونسية مع محمد علي الحامي والطاهر الحداد واثر حل الجامعة اثر السفر الى فرنسا لتعلم الطب أولا ثم الانصراف الى الصيدلة وهناك تزوج من امراة فرنسية انجب منها ابنه البكر (فريد) الذي توفي سنة 2018 في فرنسا عن سن تفوق ال80 عاما
كان الحبيب جاء وحده من المنتمين الى حزب الثعالبي ولم يحد عن انتمائه رغم حبه لبورقيبة وعلاقته الشخصية به ، غير أن هذه العلاقة توترت قبيل وفاة جاء وحده وكتب عدة أشعار في هجاء بورقيبة وانتقاد حاشيته والتنديد بحزبه وقد مكنتنا كريمته جودة من هذه الاشعار المجهولة لأننا لم نعثر عليها في الكراس الذي مكننا منه ابن زين العابدين السنوسي مشكورا

قصة كراس أشعاره

في نهاية سنة 2021 أقمت ندوة حول الأديب والصحافي زين العابدين السنوسي وقد تمكنت بفضلها التعرف على عائلة سي الزين التي مكنتني من بقايا ما تبقى من ارث سي الزين الذي نهب (وتلك قصة أخرى) والكراس يضم قصائد مجهولة ومعروفة لشاعرنا يبدو أنه كان يستعد لنشرها بعد تردد طويل ودليلنا على تفكيره في نشرها أنه سلمها إلى الناشر زين العابدين السنوسي! فان لم يكن يعتزم نشرها فلم سلمها إلى ناشر ؟ 
السؤال : متى سلمها إلى سي الزين ؟ الجواب :  غير واضح لأننا لم نجد إشارة توضح ذلك .
كان الحصول على الكراس حدثا رغم قلة عدد القصائد الواردة فيه ولكن على قلتها فهي على غاية الأهمية لأنها تحتوي على قصائد غير معروفة وغير موجودة في الكتاب الصادر سنة 2018 عن دار علاء الدين بصفاقس واعداد مفتي الجمهورية التونسية الأسبق الشيخ محمد المختار السلامي واستاذ التربية الاسلامية محمد الحبيب السلامي متعه الله بالصحة وطول العمر
مخطوطات جديدة للحبيب جاء وحده 
عندما عثرت على كراس جاء وحده من عائلة السنوسي وأعلمت الشاعرة الكبيرة جميلة الماجري بذلك أصرت على ان يتم لقاء حول الحبيب جاء وحده في بيت الشعر بالقيروان وكان اللقاء يوم 13 مارس 2022 حيث شارك معي في تقديم الشاعر الأستاذ عبد الرحمان الكبلوطي وحضر عدد كبير من المثقفين على غرار الشاعر الكبير منصف الوهايبي وشقيقه الدكتور معز والدكتورة فوزية الصفار الزاوق والكتابة نعيمة الصيد...الخ وبعض عائلة الحبيب جاء وحده من بينهم السيدة وفاء التي حضرت خصيصا من سوسة ومكنتني بعدها بأيام قليلة من هاتف جودة ابنة الحبيب جاء وحده. وقد كان تحقق لي الالتقاء بها فمكنتني من عدة كنانيش كتب فيها جاء وحده أشعاره وهي كثيرة وأغلبها غير معروف وفيها قصائد حميمية عدلت عن نشرها لأني لا أعتقد أن الشاعر كتبها للنشر كما مكنتني ابنته جودة من رسائل وقصاصات جرائد أعانتني كثيرا واطلعتها على كتاب مفتي الجمهورية التونسية الأسبق الشيخ محمد المختار السلامي فاعترضت على روايته لقصة نشر الديوان مؤكدة أنها سعت مع والدتها إليه لنشر ديوان والدها فرفض وقال أنه لا يمتلك أشعاره ثم ان ما يعرفه لا يستحق النشر لأنه اخواني مما جعل العائلة تيأس من امكانية نشر شعر الشاعر!
الأن أمر الى ابداء ملاحظاتي حول كتاب الشيخين السلامي
يتبع

تعليقات