رسالة متأخرة إلى محمد الهادي البكوري

بقلم: محمد المي
عذرا مجددا لأني لم أحضر يوم تكريمك في منزل عبد الرحمان الذي تزامن مع يوم ميلادك أخي العزيز.

اقبل رسالتي هذه اعتذارا مجددا عن عدم الحضور وكان يفترض ان أكون أول الحاضرين يوم تكريمك بل كان يفترض أن أبادر أنا بتكريمك يا فارس القلم وصاحب الصوت الجهير في قول كلمة الحق والدفاع عن زملائك وعن أبناء الجهات الداخلية لبنزرت غير مفرق بين هذا وذاك.
شهدت بعض صولاتك وجولاتك وقد كنت ممن ازرني ودافع عني في حضوري وفي غيابي ولا أجحد ولا أنكر فضلك علي أيها العزيز. وكيف أنكر ياسي الهادي البكوري وكل فضاءات بنزرت ومدنها واريافها تقر غيرتك وحماسك وعدم خوفك في الحق لومة لائم.
أراك وانت في سن السبعين تتقد حوية ونشاطا وتقطع خريطة بنزرت في وسائل النقل العمومي لتصدح في راديو اكسجين اف أم وكانت كلاماتك ولا تزال كالاكسجين الذي ينعش الروح ويخفف من تخثر الدم الذي يسري في العروق.
أتذكر - وليس الزمن ببعيد - ما قلته لسي صالح الدريدي حتى هاجوا عليك وماجوا ولم تقل إلا الحق ولم تخف ولم ترهب.
وكيف يرهب ابن ماطر ؟ وكيف يسكت الصوت الحر؟ 
انت أهل لكل تكريم ياعزيزي وقد كان تكريمك في منزل عبد الرحمان قبل ماطر فاسعدني ذلك لأنه يعني أن البعيد قبل القريب يقر جهدك ويعترف بفضلك.
انتظر تكريما منا أبناء جمعيتك وقد مددت لها اليد ودافعت عن مدرستك وبلدتك وولايتك ومواطنيك والله يجازي العاملين.
انت يا بكوري من فصيلة النمل لا من فصيلة الصراصير تعمل اناء الليل واطراف النهار وتتحسس كالنملة بقرنيك الصعاب فتحاذر وتدفع وتعلو وتحاذي ولا تهدأ حتى تحقق مرادك
هكذا اراك ياصديقي ويا قدوتي فاغفر عدم حضوري لأسباب انت تقدرها فطالما شجعتني ودفعتني لأكون مشعا وناشطا وفاعلا فغبت امتثالا لنصيحتك واستجابة لرغبتك وقلبي دائما معك
كن بخير أيها العزيز ودمت لنا نبراسا وسندا.
أخوك الصغير محمد المي 

تعليقات