معرض أيقظ المدينة من سباتها 2

                        في معرض الجمعية التو نسية للفنون البصرية الذي يقام حاليا بمدينة ياسمين الحمامات أعمال متفاوتة القيمة كما ذكرنا نظرا لتفاوت واختلاف المشاركين وكما ذكرت هناك من الفنانين من لم يتطور لا على مستوى الطرح الجمالي ولا الخيارات اللونية اذ أنك في جميع المعارض الجماعية تجد نفس اللوحات المعروضة تقريبا وان كان هناك من يحاول التجديد على مستوى التقنية مثل ماجد زليلة الذي حافظ على أشكاله ورسومه ولكنه أخرجها بطريقة جديدة مستخدما تقنيات جديدة هي أقرب الى فن الديكور منها الى الفن الذي يعرض في الصالونات .

علي الزنايدي مثلا على أهمية تجربته فانه لم يجتهد في تقديم الجديد رغم معرفتي بأنه يتوفر على رصيد هام من الأعمال التي لا يعرفها الناس .

العمل الذي أبهرني في المعرض هو لرؤوف الكراي حقيقة فهو عمل استثنائي على جميع الأصعدة فيه من الابتكار وخلق الجديد المتغاير الذي خرج عن المألوف وقدّم اضافة حقيقية وهو عمل لم يعرض للبيع وانما هو من مجموعته الخاصة شارك بها للعرض فقط .

ولأول مرّة يشارك محمد قيقة بثلاثة أعمال عودنا عليها في منشوراته الفايسبوكية وقد أبان على مقدرو في الرسم متخذا من الأسود قسمة ضوئية تعبّر عن وشائج وعالم متفرد يعيش في دنياه سائحا زاهدا في ألوان الدنيا بشتى صنوفها هاربا من تعبها وصخبها لائذا بدنيا غير دنيا البشر .

الخطاط طارق عبيد نفسه رغم عراقة تجربته الا انه لم يخرج عن مألوف نجا المهداوي في حروفياته التي حاول أن يقترب منها ونعتبر أن كل من يقترب من تجربة نجا فانه يسقط في فخ التقليد الذي لا طائل من ورائه .

كنت آسفا حقا على عدم قدرة يسرى المزوغي على التطور فقد بقيت في نفس المناخات التي انطلقت منها ولم تستطع التطور عكس صفوان علولو المصور الفوتوغرافي الذي قدم عملا فنيا جميلا لوحة بالاكريليك موظفا المادة خارجا عن المألوف باحثا عن طرق أخرى للاقامة في العالم كذلك الشيء نفسه ينطبق على كمال عبد اللع الذي توخى تقنية الرسم وهي التي تؤكد الفرادة والموهبة الحقيقية راسما عوالم تقترب من العجائبي والغرائبي أي ما لا يشاكل الواقع وينم عن عمق فكري وخلفية معرفية

عموما المعرض كما قلنا أيقظ المدينة من سباتها وحرك أجواءها فشكرا للجمعية التونسية للفنون البصرية مع الاكتفاء بملاحظة أن هناك أعمال رديئة ما كان يجب عرضها ولو كان ذلك أخذا بخاطر أصحابها .      

تعليقات