حول أزمة النقد المسرحي مرة أخرى

بقلم: محمد المي
تم يوم الأحد 15 ماي 2022 بالتعاون بين المركز الدولي للبحث والتوثيق في الفنون الحية والمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة عقد مائدة مستديرة حول واقع وآفاق الفنون الحية المغاربية وقد تحدثت عن أزمة النقد المسرحي في تونس من منظوري كمتابع للشأن الثقافي عن النقاط التالية:
أولا - أن أزمة النقد المسرحي لا تختلف عن أزمة النقد الفني بصفة عامة وأقصد النقد الموسيقي والسينمائي والتشكيلي وسائر التعبيرات الفنية الأخرى .ويعود ذلك إلى عدة أسباب: 

      فالمعاهد المختصة في هذه الفنون لا تعطي أهمية لمسألة النقد الفني ولا تدرس النقد الفني كمادة يمتحن فيها الطالب قبل التخرج ومن هنا يأتي الخلط بين البحث العلمي والنقد الفني.

    طبعا ليس المجال بسمح بالحديث عن المستوى الحقيقي لأصحاب الشهائد العليا ( الماجستير والدكتورا) والا بم نفسر عجز من أعد اطروحة دكتورا عن كتابة مقال أسبوعي ؟ لكي لا نقول يومي!
من هنا نفهم أن نقاد الفن المسرحي مثلا جاؤوا من آفاق أخرى أعني اللغة العربية والفرنسية أو علم الاجتماع ( حافظ الجديدي وحمدي الحمايدي وفوزية المزي ومحمد المديوني ومحمد عبازة...الخ) 

         بلغة أوضح لم نجد من بدأ تكوينه في المسرح ثم أنهاه فيه وظهرت له كتابات نقدية بل إن هؤلاء الذين وصلوا إلى مرحلة الدكتورا لم يتجرؤوا على نشر أطروحاتهم ؟ 

ثانيا : أن الادارات الفنية التابعة لوزارة الثقافة يقتصر دورها على دعم العروض وشراء الأعمال الفنية ودعم الفضاءات الخاصة ولم نسمع بادارة نشرت كتابا أو شجعت على نشر كتاب أو أقامت ندوة أو أصدرت مجلة...الخ 

ثالثا: غياب المكتبات المختصة في الفنون الجميلة فمثلا مؤسسة المسرح الوطني لا تتوفر على مكتبة مسرحية مختصة يجنمع فيها ما كتب عن المسرح التونسي فضلا عن العربي ولا ننحدث عن العالمي وحتى المكتبة التي كونها علي اللواتي في دار الفنون هي مغلقة ومنسية منذ سنوات! 

رابعا: تخلي أيام قرطاج المسرحية عن دورها فجميع الندوات النقدية التي تقع على هامش الدورات _ ونركز على كلمتي على الهامش _ لا تطبع بل تذهب بذهاب أصحابها وتنتهي بانتهاء تلك الدورات. 

خامسا: يشهد المسرح التونسي محاولة الروتنة ( نسبة إلى قناة روتانا) وذلك من خلال محاولة التهام تاريخه وحاضره من طرف الهيئة العربية للمسرح وهذا أكبر خطر يواجه المسرح التونسي.

الحل: الاصلاح التربوي والاصلاح الثقافي
حيث يعاد النظر فيما يدرس وكيف يدرس ؟ وضرورة ادراج النقد كمادة يمتحن فيها الطلبة
ويعاد النظر في هيكلة الادارات الفنية ودورها في وزارة الثقافة 

تعليقات