رجاء وسهام ونسرين في أحضان الحداد

بقلم: محمد المي
في النادي الثقافي الطاهر الحداد بنهج التريبونال بالعاصمة تونس ثلاث عصاميات تشكيليات اجتمعن لعرض 21 لوحة بين زيتية وأكريليكية متفاوتة الأحجام ومختلفة المواضيع الفنانات هن:

نسرين الحنشي (شاركت ب11لوحة)
سهام العربي (شاركت ب4 لوحات)
رجاء القاسمي ( شاركت ب6 لوحات) 

أعمال تطغى عليها الخلفية الذهنية

تميزت لوحات سيرين الحنشي بلوحات طغت عليها الألوان الترابية وهي أعمال ذات طابع مسرحي تشعر دون عناء بأنها مشاهد تجسد حركات فرجوية تحكي موضوعا هو أقرب إلى الذهن.

لا أعرف التكوين العلمي أو الثقافي للفنانة ولكن يكفي أن تأخذ مسافة بينك وبين اللوحة لتدرك أنها محملة بخطاب معرفي وتنوء بهاجس غريب.

طثمة قصة ٫ ثمة حكاية ٫ ثمة مايحدث لذلك فقد شدتني أعمالها التي أكتشفها للمرة الأولى.

يمكن لأعمالها أن تتطور اذ تشعر بقدرتها على تجاوز الأحجام التي تشتغل عليها وقادرة على السيطرة على الفراغات والتوغل في عمق اللوحة متجاوزة تسطيح العمل .

على خطى جماعة مدرسة تونس

اختارت سهام العربي المدينة العتيقة وأزقتها وأنهجها وأناسها لتكون موضوعا للوحاتها ورغم ماتعرف به المدينة من ضيق الأنهج وتعانقها والتواءاتها فقد رأت فيها متسعا ورحابة ورسمتها بشكل يدل على الاتساع بدل الضيق والانفتاح بدل الانغلاق زالحق أن عملين فقط شدني إلى منجزها ورأيت أن الفنانة قد أصرت على عرض بداياتها وليس ذلك - في تقديري - جيد لأن البدايات دائما متعثرة وكأنها بعرضها تصر على تعثرها.

أكريكيليات كالمائيات ؛ 

تتوفر رجاء القاسمي على قدرة هائلة على الرسم اذ ليس من الهين أن تكون رساما والرسم فقط يكشف عن الموهبة والقدرة وهذا ما يميز رجاء القاسمي اذ نجحت في رسم شخوصها وكلهن من النساء العاريات وكأنهن مواجهات لحقيقة لا نقاش فيها وهن في وضعيات القلق والانتظار والحيرة.

ماشدني في أعمالها قدرتها على التوفق في تناسب الأحجام وتقارب أجساء الجسم ومكوناته. امرأة متحررة في جسدها ومكبلة في عواطفها وأحاسيسها لا تفعل ماتريد فتتغطى بالألوان وتتدثر بما يحجب عريها ويظهر رغباتها.

لقد نجحت في تحويل الاكريليك إلى مايشبه المائي وانت تقف أمام اللوحة كأنك تقف أمام مائية قدت على ورق . لا اعرف لماذا لم أستحسن هذه المغامرة ولكن للفنان اختياراته التي نحاول فهمها ولا نحاسبه عليها .

المعرض يستحق المشاهدة والجهد يستحق التثمين والتجربة قابلة للتطور

تعليقات