اليانقي وبوزار صفاقس

شكرا لمعهد الفنون الجميلة بصفاقس.
شكرا لفاتح بن عامر.
ليت بوزار تونس ينسج على غرار بوزار صفاقس.
هذا ما أريد قوله باختصار لمن لا يريد قراءة التفاصيل.

      لقد جاءت حافلة تعج بأساتذة الفنون الجميلة من صفاقس خصيصا لمواكبة افتتاح معرض الخزاف المعلم محمد اليانقي . حركة كان يمكن لها ان تكون عادية ولا تعني شيئا ذا بال لو تعودنا بمثلها في معارض الفنانين التونسيين ولكنها أصبحت حركة شاذة واستثنائية في ظل الهبوط الذي تشهده الحياة الثقافية بصفة عامة والحياة الفنية بصفة خاصة .

        تساءلت عن أساتذة بوزار تونس من المختصين في الخزف الذين لم أر منهم سوى ليندة عبد اللطيف وبسمة هلال ؟ والبقية؟ 

                  طبعا لا وجود للطلبة وكأن الطلبة على دراية بمنجز محمد اليانقي .
ثم لماذا أسأل عن المختصين في الخزف؟ ألا تعني المسألة كل أساتذة الفنون التشكيلية؟ هل يعرف الاستاذة الاجلاء منجز محمد اليانقي؟ حتى يشغلهم ما يشغلهم عن مواكبة حدث ثقافي فني بهذا الحجم ؟ 

              أعرف أن وجودهم كعدمه لأن أصابعهم مشلولة عن الكتابة فهم يتزينون ويلتقطون الصور وكأنهم في قاعة أفراح ويعودون فرحين مسرورين بعد أكل ما لذ وطاب .

            اذا كان هذا هو مستوى الأستاذ فكيف يمكن أن يكون مستوى الطالب؟  
سيتعلل البعض بالقول ان الدروس قد توقفت والطلبة ينشغلون باعداد الامتحانات وأساتذتهم ينشغلون باللاشيء ..ولكن المسألة التي اتحدث عنها لا تخص معرض اليانقي فقط بل كل المعارض التي تقام على امتداد السنة في مختلف الفضاءات .

             حدثتني أساتذة هما يحدث من صراع مع مدير أحد معاهد الفنون الجميلة في جهة من الجهات الداخلية وكيف عمل هذا المدير على عرقلة معرض أقامه الاستاذة ؟ 
           بعدها تفهم سبب تراجع الجامعة التونسية وتدني مستوى الطلبة . 
             التعامل الانتهازي مع الثقافة لا يمكن أن نجني من وراءه سوى الجفاف وأعني بالتعامل الانتهازي هو ان الفنان لا يزور معرضا ألا اذا كانت له مصلحة ولا يشارك في حدث ألا اذا كانت له منفعة مادية ...الخ 
            أغلب مدرسي الفنون جهلة بإمتياز لا لأنهم لا يزورون معارض الفنانين فقط بل لأنهم لا يواكبون السينما والمسرح والعروض الموسيقية ولا يطالعون ولا يقرؤون ولا يمتلكون مكتبات في بيوتاتهم و..و ..والمشكلة ان هؤلاء تحصلوا على شهائد عليا ! كيف ؟ تلك مسألة أخرى ! ولكن المصيبة ان هؤلاء تأتمنهم الدولة على عقول الأجيال الجديدة .
طبعا فاقد الشيء لا يعطيه 
شكرا لبوزار صفاقس الذي ألهمني فكرة هذا المثال.


تعليقات