ماذا يحدث في الفنون التشكيلية ؟

بقلم: محمد المي
كنت أعتقد أن قطاع الكتاب هو الأكثر تهميشا فاذا بي أكتشف أن قطاع الفنون التشكيلية يحتل الصدارة من حيث التهميش وعدم ايلاء هذا اللون الثقافي ما يستحق.
إدارة الفنون التشكيلية: 
أخيرا وقع تكليف السيدة نعيمة التيزاوي بتسيير إدارة الفنون التشكيلية ثم وقع التراجع وتم تعيين سمعنا به ولم نر له اثرا وهو تعيين السيد رياض العياري مديرا لهذه الادارة.
      في هذه الأثناء تعطلت لجنة اقتناء الأعمال الفنية رغم أن العديد من الفنانين أقاموا معارض شخصية وكانوا يعولون على لجنة الشراءات لأنه لا يحق لهم اقامة معرض شخصي ألا مرة كل سنتين وبذلك فان من اقام معرضا ولم تشتر الدولة عملا فنيا له عليه الانتظار عاما آخر حتى ينقضي ليقيم معرضا جديدا ؟
     طبعا لا نتحدث عن كلفة المعرض الشخصي وكم يخسر الفنان ماليا حتى يتمكن من اقامة معرض شخصي! فضلا عن وجوب توفر عدد لا يقل عن العشرين لوحة. -رغم أن اقتناء لوحة واحدة وحيدة لا يسدد النفقات - 
       طبعا لا نتحدث عن القانون المنظم لعملية الاقتناء الذي تجاوزه الدهر ولم يعد يتماشى والواقع الحالي فضلا عن كون مايسمى بالهياكل الممثلة للقطاع هي في وضعية غير قانونية _ ماعدى اتحاد الفنانين التشكيليين _ 
متحف الفن الحديث والمعاصر
    نأتي الآن للحديث عن " المتحف" وأضع الكلمة ببن علامتي تنصيص عمدا الذي تقرر فتحه للعموم مع افتتاح مدينة الثقافة سنة 2016 
في تلك الأثناء كتبت وقلت وصرحت أنه لا وجود لمتحف ولن يتم افتتاحه ومن حق الوزير السياسي ان يقول ما يشاء وليس من حق الفنانين الانخراط في الوهم أو بيع الوهم
الوهم: لأن المتحف يجب ان يكون مستقلا مادية ومعنويا وتكون له بناية مستقلة بذاته والا لا معنى ولا وجود لمتحف.
لنأخذ عينة من واقعنا عندما أغلق الرئيس قيس سعيد مجلس النواب تم غلق متحف باردو! 
لأن متحف باردو لا يتمتع ببناية خاصة به .
ثم من يدير المتحف عليه أن يكون مختصا في المتاحف وان لا يوجد فعلى الوزارة ان تصرف على تكوينه واعداده بأن توفر له زيارة المتاحف في مختلف أنحاء العالم وان يتلقى تكوينا خارج تونس في المتاحف وان تكون الدولة فريقا من المختصين في الحفظ والصيانة والترميم...الخ 
          لنتحدث بعد ذلك عن الرصيد والمحتوى...الخ فضلا عن الرسكلة والتكوين فالمسألة لا تكمن في عزل سامي بن عامر فتعيين رابعة الجديدي ثم عزلها ليقع الإعلان عن فتح باب الترشح للادارة ؟ 
كم صرف من المال العام من 2016 إلى 2022 على هذا المتحف الذي لم تفتح أبوابه ؟ أليس هذا عين الفساد؟ في دولة تدعي مقاومة الفساد؟ 
  كل هذا ناتج عن غياب استراتيجية وسياسة ثقافية واضحة وسيتفاقم المشكل لأنه لا نية حقيقية في معالجته معالجة جادة .
دار الفنون
هل من المعقول تعيين موظف على رأس دار الفنون ؟ 

تعليقات