أي عقد نعاني...؟

تقاسيم على الهامش

عبدالسادة البصري

(( أيّ عُقَدٍ نُعاني ...؟! ))

في كلِّ مرّةٍ أجدُ نفسي ساهماً أدور في دوّامة أفكار ،الغريب فيها أنني أقف مندهشاً وحائراً أمام تصرّفات البعض منّا ، لا بل كُلّنا ، حيث تجد نفسك بين جبلين من الأفكار والمقترحات والآراء والأفعال والأقوال لن يلتقيا أبداً رغم كلّ شيء ، وهذا ما يحدث دائما في كل نقاش ، لأن كلّ واحد منّا يعتبر نفسه الأكثر صواباً ، وعلى الآخر أن ينصاع إليه بكل ما يرنو إليه ، وأكثر تلك الآراء المتعصّبة لنفسها دائما ، وتعتبر الآخرين على خطأ ، وقد تصل الأمور إلى التكفير والتحريض على القتل !!
 الغالبية تفكّر وتتصرف على وفق نظرية المؤامرة ، كلٌّ يريد تنفيذ رأيه ومبتغاه ، وانه على حق والآخرين على باطل !!
إذا كنّا نحمل هذا الوعي والثقافة ونكتب ونقرأ ونعيش بهذه المشاكل والاختلافات والتجاذبات والأنانية المفرطة وما شابهها ،كيف سيكون علبه الاخرو ، وكيف سنتخلص من عقدة الأنا التي دمّرت كل شيء ، وأحرقت الأخضر واليابس في هذه البلاد ، حيث أعادتها إلى ما قبل القرون الوسطى في كل شيء ، لا زراعة ولا صناعة ولا تجارة وسوء في الخدمات وتدهور في التربية والتعليم ، وانتشار الجهل بشكل كبير ، والدليل ما حدث ويحدث الآن من تفشّي الأوبئة والتقاتل على ادنى سبب ، او حتى بلا سبب وبشكل خطير ، لو تأملنا مايحدث في بلدنا ، وما يدور من صراعات على المناصب والمصالح حيث تأخر كل شيء ، بل توقف ، وكيف لم يعِرْ المتسيدون على رقاب ومصائر الناس لما يحدث أمراً ، بل ظلوا في صراعاتهم على المناصب والمكاسب والمغانم يزدادون ضراوة وبشاعة ، وكأن ما فعلوه من خراب ، لصرخنا بحجم الكون :-  يا للبؤس ، من قبل الذين تنصّبوا على كراسي المحاصصة المقيتة ، والذي نعاني منها الآن بشكل كبير ، وما أعطى الحرية للكثير من أعمال التجهيل التي تزداد يوما بعد آخر !!
ونظلّ نقول :- 
ما الذي نعانيه من عُقَدٍ نفسية ونحن نعيش في قرن التكنولوجيا والتقنيات الأكثر حداثة ؟!
بل ما الذي جنيناه من هذه العُقَد المريضة التي دمرّت وخرّبت الزرع والضرع وكل شيء ، وبات مستقبلنا مجهولا ومخيفا ، بسبب حاضرنا الأكثر جهلا وخرابا !!!!!

تعليقات