لا تستهينوا بشخصية قيس سعيد

بقلم محمد المي
            كتبت مقالا بتاريخ 31 ديسمبر 2019 مقالا انتقدت فيه الرئيس قيس سعيد وقلت فيه ان أستاذ القانون الدسنوري يعتدي على الدستور بارتكابه أخطاء في النحو والصرف عند القاء خطابه.
              لم يعر العديد انتباها لما قلت فأيامها كان الكل تقريبا يمجد ويصفق لقيس سعيد رمز الطهورية.
              هذا التوق إلى الطهورية جعل الكل ينظر نظرة سبحانية للرئيس لأن كل شخص يطمح الى الطهورية أو لنقل اننا تعودنا بانتصار الشر على الخير وبنجاح قيس سعيد أحسسنا بامكانية اتتصار الخير على الشر.
           جاء حدث 25 جويلية وكنت ممن خرج ليلا فرحا بالحدث الجلل خصوصا بعد تمادي المدعو سيف الدين مخلوف في صلفه واصرار الغنوشي على الهيمنة والتربع على كرسي البرلمان.
    
       بعدها بأيام قليلة تراجعت في موقفي من قيس سعيد خصوصا وانه لم يحسم في البرلمان حسما مبينا وظل مترددا في كل شيء. 
          
         ربما هذا التردد الذي تميز به جعل العديد يستهينون به ويستخفون بمواقفه وهذا خطأ جسيم فالرجل ماض فيما يفعل اذ لم يتراجع في أي قرار اتخذه بل يقسط مواقفه ويمررها يوما بعد يوم غير مبال إلا بما يمليه عليه تفكيره.
هذا الرئيس استثنائي فلا هو بن علي العسكري الذي يخاف القانون ويخشاه بدليل احاطته نفسه بكبار رجالات القانون ( عبد العزيز بن ضياء ، زهير موظفر ، عبد الله الأحمدي ،البشير التكاري، الصادق شعبان ، توفيق بوعشبة...الخ) ولا هو بورقيبة المهووس بالخطابة التعليمية وصاحب الشرعية النضالية.

          قيس سعيد نموذج مختلف اتاحت له الدولة ما لم تتحه له الجامعة . لذلك لن توقفه الهمزات أو الشتائم أو احتجاجات الشوارع أو مقاطعة الاستفتاء بل يستوجب الأمر محاذاته ومجاراته حتى يقع التغلب عليه بآلياته لأن الهجوم المضاد لن يزيده ألا الاصرار والتعنت.
هو يعي مايفعل ويتقصده تقصدا فاحذروه ولا تستهينوا به .


تعليقات