الأحزاب تنهزم أمام قيس سعيد

بقلم: محمد المي

مرة أخرى تنهزم الأحزاب أمام قيس سعيد ، رغم أن شعبيته هو الآخر تضاءلت. 
لقد دعت الأحزاب "الكبرى" أو التي تدعي أنها كبرى إلى مقاطعة الاستفتاء وتجندت وسائل الاعلام - معظمها - إلى التحذير من قيس ودستوره واتحد كل أساتذة القانون ضد قيس فضلا عن العديد من الجمعيات وحتى المنظمات لتشويه قيس ودستوره. ومرة أخرى يفوز قيس سعيد على الجميع. 
لا ينكر هزيمته إلا من كان من فصيلة النعام . وعلى قادة الأحزاب أن يدركوا أنهم مجرد جنرالات دون جيوش ومن يدعي عكس ذلك ليدلنا على هاته القواعد الشعبية العريضة التي هبت لمناصرة قادة الأحزاب! 

المسألة حينها تتطلب من الأحزاب نقدا ذاتيا لم تقدم به منذ 25 جويلية 2021 وها إن سنة مرت بكل مافيها وقواعد الشعب لانزال متمسكة بخيارات الرئيس الذي أحسوا بصدقه رغم قلة خبرته وغفروا زلاته رغم كثرتها وتجاوزوا عن أخطائه رغم فداحتها. 
وهذا درس يوجهه الشعب إلى محترفي السياسة لعلهم يفقهون. 
الشعب يعاقب النخب السياسية بل ينتقم منها شر الانتقام. 

لا يمكن وصف قيس سعيد بالدكتاتور والا فأنعم به من دكتاتور يشتم يوميا في وسائل الاعلام وفي المسيرات وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. 
لا يمكن مقارنة قيس سعيد ببن علي لأنه يريد تونس دون حركة النهضة. لا بل الشعب كره حركة النهضة وفقد الثقة فيها وكره زعيمها الذي كذب وتولى عندما وعد بعدم الترشح لأي منصب سياسي وكذب.

أين هو المليون ناخب الذي صوت لفائدة حركة النهضة ؟ هل تمتلك هذه الحركة نصف هذا المليون ؟ أين هي جموع ائتلاف الكرامة ؟ أين هي عمال حمة وفلاحيه وطلبته ؟ أين قواعد نجيب الشابي وقواعده ؟ لنفترض ان قواعد كل هؤلاء اتحدوا وقاطعوا وفعلا قد اتحدوا وقاطعوا فكانت خيبتهم لا توصف.
هل يكف هؤلاء عن المكابرة ويراجعوا أنفسهم فيقوموا برص صفوفهم وتعبئة احزابهم واعادة تأثيث بيوتهم الداخلية ؟ لن يتم لهم ذلك ألا بعد الاقرار الصريح بفشلهم واعتذارهم للشعب. 

اذا عاد هؤلاء للصياح والنباح فانهم لم ولن يفهموا أو يستوعبوا ما حدث لهم .

تعليقات