النحت في مدينة الثقافة

بقلم: محمد المي
تم مساء الثلاثاء 9أوت 2022 تدشين معرض المنحوتات ذات الأحجام الكبيرة وقد شارك فيه 17 نحاتا منهم 10 من تونس. 
طبعا ليست هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في بلادنا ففي سنة 2018 قامت الفنانة التشكيلية ريم العياري في المركز الثقافي الدولي بالحمامات بالتعاون مع نزل البرتقالي باقامة سامبوزيوم دولي هو الأول من نوعه في تونس واعماله إلى اليوم تزين المركز الثقافي الدولي بالحمامات ونزل البرتقالي.
ثم تكررت هذه الملتقيات الدولية التي تستدعي كبار النحاتين من العالم مع تونسيين وتمكنهم من مقاطع رخامية ضخمة ومنها يقدون روائعهم. وآخر هذه الملتقيات الذي حصل في مدينة الثقافة بادارة الأستاذ محمد الهادي الجويني 
وأريد أن أعلق على هذا الحدث: 

اولا - ان مدينة الثقافة لم تعد مجرد فضاء يتيح فضاءات لانجاز مشاريع من طرف جمعيات أو أشخاص...الخ بل اصبحت المدينة تنتج ثقافة لا في الفضاءات الداخلية المغلقة فحسب بل في الفضاءات المفتوحة. 

ثانيا: الاتجاه إلى انتاج منحوتات رخامية ضخمة من شأنه تعزيز الرصيد الوطني في الفنون التشكيلية. 

ثالثا - اكتشفنا بفضل هذه الملتقيات الدولية ان لنا عددا كبيرا من النحاتين التونسيين منهم من ترسخت تجربته على غرار عبد العزيز كريد ومراد بن بريكة ومنهم من كان مساعدا وأصبح نحاتا ممتازا على غرار سيف بن حماد .

رابعا - أن النحات لم يعد نموذجه الهاشمي مرزوق اعني النحات الذي يصرف موهبته لنحت الزعيم وتصريف خياله وطاقاته الابداعية في خدمة الشخص بل اصبح النحات حرا ينحت ما يشاء والدولة توفر له ما يطلب وترعاه وتتبنى عمله وتوزعه على الفضاءات العامة. وهذا أهم مكسب - في تقديري - ظفر به الفن التشكيلي بصفة عامة والنحت بصفة خاصة.

لا بد من توثيق هذه الأعمال واصدارها في كتاب يتم فيه التعريف بكل نحات وتقديم منحوتته لأن ذلك سيكتب في سجلات التاريخ اذ لو تعممت هذه الملتقيات الدولية وتعددت المنحوتات فان تونس ستصبح على غرار اليونان وايطاليا اي الدولة المتحف المفتوح فلا يكتفي السائح بمشاهدة آثار الرومان بل يشاهد من انجز الآن وهنا. 


تعليقات