هل تريدونها مدينة بلا مدينة؟

بقلم: محمد المي
   أقرأ باستغراب ما يكتب على الفضاء الازرق حول الإعلان الصادر عن مدينة الثقافة لتأثيث فضاءاتها الفارغة منذ افتتاحها.
لقد كنت من ببن الاوائل الذين احتجوا على عدم وجود مقاه ومطاعم في مدينة الثقافة كما كنت الأول والوحيد الذي احتج على عدم وجود مكتبة فيها لذلك استغربت من الذين يشنون حملات حمقاء وينخرطون في سخرية بلهاء على طلب عروض لافتتاح فضاءات خاوية ؟ 
  كيف يمكن لمدينة ان تكون مدينة بلا روح وبلا بهجة وبلا حياة ؟ 
  هل يعقل ألا يوجد مطعم في مدينة الثقافة ؟ فلا يرتادها إلا صاحب مصلحة ادارية ؟ ( اقضي وروح) ! 
هل يعقل ألا توجد فيها مقاه مع ما تمثله المقاهي في ثقافتنا بل في تاريخ الحركة الادبية والفكرية ببلادنا ؟ على غرار مقهى البانكة العريانة وتحت السور ومقهى الزنوج ولونيفار...الخ 
طبيعي ان تكون في المدينة ما يدل على انها مدينة حقيفية بصخبها وضوضائها وعدم خضوعها للتوقيت الإداري أصلا ؟ اذ ما معنى مدينة تغلق ليلا ؟ 
مدينة الثقافة التي حلمنا بها وكتبنا عنها عندما كانت فكرة ليست ادارة ولا امتدادا للادارات بل هي كسوق عكاظ والمربد فالسينما فيها ليلا نهارا وكذا المسرح وفيها المطاعم التي لا تغلق والمقاهي التي لا تخضع للتوقيت الإداري..الخ فمالي أسمع نعيقا كنعيق البوم يريدون لها الخراب والخواء...؟ دعوا الثقافة لأهلها ومارسوا مزايداتكم السياسية بعيدا عن احلام المثقفين التي لن تفهموها طالما لم تقتربوا من عوالمهم. 
لقد تاخرت اعلانات طلب العروض وكان من الاجدر ألا تفتح المدينة إلا بصخبها وبما يدل حقا على أنها مدينة.
لن اتحدث عن ضرورة توفير مداخيل اضافية لاستمرارية المدينة فذلك من نافل القول ولا معنى للحديث عنه عندما نتحدث عن مدينة يجب ان تتوفر فيها روح المدينة ومعالمها لكي تكون جديرة بصفة المدينة.

تعليقات