أين تونس من المغرب؟2

بقلم: محمد المي
 في المغرب تسير الحياة بشكل مختلف تماما فقد أخذ هذا البلد في النهوض وبدأ يسير في خط النمو فالدراهم العشرة المغربية توازي اليورو الأوروبي فاذا قرأت لافتة امام مقهى تقول أن فطور الصباح فيها ب20 درهما فاعلم أنه ب2 يورو اي ب6 دنانير تونسية أو ما يزيد عنها بقليل وقد تظهر مرتفعة بالنسبة الينا ولكنها عادية عند أشقائنا المغاربة. 
و بما أن الشيء بالشيء يذكر فان فطور الصباح عندنا جد فقير ولم أكتشف ذلك ألا عندما زارنا الصديق العراقي عمار سلمان المسعودي الشاعر وعميد كلية التربية في العراق فقد طلب مني ذات صباح ان اخذه إلى مكان فيه فطور صباح ( يملأ العين) وقتها احترت وفسر لي هو المسألة قائلا ان ثقافتكم فرنسية تاكلون مثل الفرنسيين اذ ما معنى ان يتكون فطور الصباح من قهوة وكرواسون ؟ وان زدنا فبيضة أو اوملات وكأس عصير وان زاد فقليل من الزبدة والمربى ؟ 
في المغرب يقدمون لك براد الأتاي مع خبز الملاوي وزيت الزيتون والزيتون الأخضر والأسود والجبن والاملات أو البيض مسلوقا إلى جانب الزبدة والمربى والعصير وقارورة الماء وكل ذلك ب25 درهما اي ب7500 مي تونسية
أليست ثقافتهم فرنسية مثل ثقافتنا ؟ المغرب ليس بلدا بتروليا مثلنا ويقع في شمال افريقيا مثلنا ومناخه مثل مناخه تقريبا بل نحن نتمتع بالبحر المتوسط على كامل شريطنا الساحلي فيما يمتد المحيط الأطلسي على أغلب شريطهم الساحلي مع ما يعني ذلك من صعوبة استغلال البحر عندهم واختلاف لذة الأسماك التي يوفرها البحر أفضل من التي يوفرها المحيط! 
لقد عرف اخواننا المغاربة كيف يستغلون عظمة الاطلس من ذلك إن أغلب اكلاتهم يسيطر عليها السمك وتشتهر عندهم " البايلة" وهي أكلة ورثوها عن الاستعمار الاسباني ( أرز خليط بغلال البحر) هي كانت تعني ما تبقى على الطاولة وكانت أكلة خاصة بالخدم والفقراء فتحولت اليوم إلى أكلة راقية باهضة الثمن. 
حتى السندويتش في المغرب يحتوي عبر قطع من السمك ذكرني بالسندويتش الذي اكلته يوم تجولت على ضفاف البوسفور في اسطنبول.
يتبع 

تعليقات