مؤرخ یسطو على أستاذة عربیة!

مؤرخ یسطو على أستاذة عربیة ؟
بقلم: محمد المي
لیست ھي المرة الأولى التي أكتب فیھا عن السرقات الأدبیة والفكریة ‘ وقد كنت 
ضحیتھا من طرف بعض المنتسبین الى الثقافة زورا وبھتانا . وھا اني أعود الى 
موضوع السرقات لأكشف عن لصّ جدید تحیّل علي وباعني بضاعة مغشوشة 
ضمن السلسلة التي أشرف علیھا في منتدى الفكر التنویري التونسي والتي أسعى 
 كتابا .23فیھا الى تكریم أعلام الثقافة التونسیة وقد بلغ عدد ھذه الكتب 
 الكتاب الذي یحتوي على البضاعة المغشوشة ھو الرابع في السلسلة والذي یخص 
زعیم الشباب " علي البلھوان " وأرى لزاما علي أن أنبھ من أھدیتھم ھذا الكتاب 
عملا بقول الرسول (ص) " المسلم أخو المسلم ‘ ولا یحلّ لمسلم باع من أخیھ بیعا 
فیھ عیب إلا بیّنھ لھ " 
 في الكتاب المشار إلیھ شارك ثلّة من الأساتذة أغلبھم من المؤرخین على غرار 
عبد الجلیل بوقرة ومحمد ضیف الله و ومنجي الكعبي وخالد عبید وزھیر الذوادي
ومن بین ھؤلاء اسم لا أعرفھ وقد اقترحھ علي الدكتور عبد الجلیل بوقرة وھو 
منصف باني إلى درجة أني حسبتھ (بالي) وقال عنھ انھ مؤرخ جاد وأقنعني بأنھ 
سیقدّم الإضافة فرحّبت بمشاركتھ لحرصي على تنویع أسماء المشاركین في 
أعمال منتدى الفكر التنویري التونسي وقد زادت بھجتي عندما قدّم لي مداخلتھ 
الموسومة ب: " الفكر التنویري التونسي في تونس الثائرة لعلي البلھوان " (وافق 
شنّ طبقة ) فقلت أخیرا ظفرت بالمراد وتحققت الغایة مما آملت فأعماني العنوان -
وھو كما یقول رولان بارط یحدّد ویوحي ویفتح شھیّة القراءة – عن التثبّت في 
محتوى العمل وأنا الذي لا أطمئن بسھولة الى ما بین یدي فسلّمت بالرضى والقبول 
لما بین یدي نظرا : 
لضیق الوقت 
لثقتي بالدكتور عبد الجلیل بوقرة
واعتباري أن "مؤرخا " من معھد الحركة الوطنیة سیكون ثبتا ومثالا للجدّة 
والإضافة . 
 لقد عمدت إلى نشر المداخلات في كتب لأحمي نفسي ومتابعي ندواتي من 
استسھال المحاضرین لمواضیع یقبلون المحاضرة فیھا وتراھم یوم الندوة یتلون 
على مسامع الناس "رؤوس أقلام " ؟ أو یھرفون بما لا یعرفون أو یطنبون حتى
یضیع تركیز السامع ...الخ من حیل ھؤلاء كما أن النشر یحمیني من السرّاق 
واللصوص اذ ینكشف أمرھم ولو بعد حین مثلما ما نحن بصدده الآن حین اكتشفنا 
سرقة منصف باني لزمیلتھ جلیلة الملیح الواكدي صاحبة كتاب " زعیم الشباب علي 
 عن مركز النشر الجامعي وقدیما قالت 2012البلھوان حیاتھ وآثاره " الصادر سنة 
العرب : 
 "الإغارة على بنات الأفكار كالإغارة على البنات الأبكار " 
ففي عرف أجدادنا السطو على بنات الأفكار جریمة وكذا في قانوننا التونسي كما 
 في الأمر 2008 جوان 27ورد في الرائد الرسمي للجمھوریة التونسیة بتاریخ 
 المتعلّق بالانتحال العلمي بقولھ : 2422عدد 
 : الانتحال العلمي على معنى ھذا الأمر ھو أن ینسب الباحث المشار 2" الفصل 
 من ھذا الأمر إلى نفسھ كتابات الغیر و/ أو إنتاجھ و / أو ابتكاراتھ 3إلیھ بالفصل 
العلمیة .
 : تتمثل حالات الانتحال العلمي خاصة في عدم ذكر مصدر كلّ معلومة 4الفصل 
بدقّة وأمانة عند 
النقل الحرفي للنصوص 
* استعمال نتائج بحوث علمیة نظریة أو تطبیقیة 
* ترجمة استشھادات عن مؤلفین آخرین 
* عدم وضع الاستشھادات المنقولة عن مؤلفین آخرین وترجمتھا بین معقفین 
كل ذلك جرّمھ القانون وحدّد عقوباتھ فلا أعرف كیف یسمح "جامعي " لنفسھ 
السرقة ؟ 
أنّى لھ الادعاء بعد ذلك أنھ ینتمي إلى فئة المؤرّخین ؟ الذي یفترض فیھ 
النقل بأمانة والإحالة والتمحیص والتشقیق والتدقیق وتقلیب الخبر على 
أوجھھ المختلفة والبحث عن ھویة راویھ ...الخ كما علّمنا جدّنا ابن خلدون 
شیخ المؤرخین في "المقدّمة " بل في أولى صفحاتھا ؟ 
وتصدّرت مجالس العارفین والراسخة أقدامھم في العلم ؟ ولكن أین نحن من ابن خلدون أمام ھذه الفئة التي لبست لبوس العلماء 
بل على أستاذة لغة وأدب وحضارة عربیة ؟ وربّما ھذا الاختیار لھ مبرراتھ ولكي لا نطیل سنبیّن كیف سطا مؤرخ آخر الزمان لا على مؤرخ زمیلھ 
اذ لو غرف من معین زمیل مؤرخ لسھل كشف أمره منذ البدایة لكنھ اتجھ 
الى أستاذة عربیة حتى لا یتبادر إلى الأذھان ذلك 
ولیت سي الباني ھذا سارق یحسن السرقة بل سنرى بعد البرھان على سطوه 
ونھبھ جھد غیره كیف وقع حافره على حافر المسطو علیھا فأخطأت ھي 
فأخطأ ھو وحادت عن المعرفة الدقیقة فحاد ھو ولو أحرقت نفسھا لتبعھا إلى 
المحرقة دون أن یفتح الله بصیرتھ بعد أن أعمى بصره

تعليقات