لا أعرف سببا واضحا شل اصبعي الذي انقر به على أحرف لوحة الكتابة في هاتفي الجوال حتى لا أكتب عن حبيبي وسندي العالم العمل محمد الصالح بن عمر ؟
ذهلت من الموت ؟ ربما ! ولكن أهي المرة الأولى التي فقدت فيها عزيزا ؟
لقد تكدس موتاي فوق بعضهم بعضا حتى بنوا جبل أحزاني جبلا أراه يرتفع شاهقا واجدني أمامه قزما عاريا من دثاري افقد سندا يوما بعد يوم فتميد بي الأرض لتزيد في دوختي واترنح ذات اليمين وذات الشمال .
ثم ماذا بعد ؟
عرفني محمد الصالح بن عمر وانا لا ازال نكرة في دنيا الثقافة فأخذ بيدي كما يأخذ الوالد بيد وليده خوفا عليه من التعثر او السقوط
كان منصف المزغني مدير بيت الشعر يعد ندوة حول منور صمادح وكان محمد الصالح بن عمر مهندس تلك الندوة ففرض اسمي رغم عدم اقتناع المزغني بذلك . كانت اول مرة أعطى فيها الفرصة لأبرز وأؤكد إني في مستوى رهان محمد الصالح بن عمر.
المرة الثانية : كانت في بيت الحكمة حيث قدمت محاضرة عن الدكتور الطاهر الخميري وكان رئيس الجلسة آنذاك الطيب البكوش .
هذا هو محمد الصالح بن عمر العالم العمل المتواضع والناكر للذات
هذا هو الرجل الذي لا يستنكف من مغمور ولا يتكبر على مبتدئ .
كثير الانصات ، قليل الكلام ،محب للضحك ، خجول ،كريم ، صاحب القلب الكبير ... صفات عديدة لهذا الرجل الذي أحب الادب التونسي وساعد الأدباء التونسيين من مختلف الاجيال والاعمار وراهن على الصغار معتقدا في اندفاعهم ومؤمنا بهيجانهم ومسلما بضربهم للثوابت وتكسبر الطابوهات دون تهيب او خوف لإن ذلك يمكن ن يخلق ابداعا وينشئ ادبا ونقدا ومعرفة ويؤسس لثقافة مختلفة .
يخلع رداء الجامعي عندما يخرج من الجامعة ويلبس لبوس المثقف المهموم بالشأن الثقافي .
أقمنا ندوات لتكريم الأحياء والأموات وكنت ملازما له في كل ندواته التي كان ينفق عليها من ماله الخاص .
نعم كان محمد الصالح بن عمر ينفق على الندوات الفكرية من حر ماله ولا يتلقى معونة او دعما من اي جهة رسمية . كان يدفع مكافآت الشعراء والنقاد من راتبه الشهري وفي ذلك يشعر بالمتعة .
مان آل بيته يعينونه على هم الثقافة ( قياسا على هم الدنيا) فتعد زوجته الحلو والمالح والمثلج والساخن حتى تحكم نفقات الندوة وكان ابنه أنس رحمه الله ثم مالك المحامي يؤمنان الصور ويعلقان المعلقات ويساعدان في كل ما يمكنهما ان يساعداه حتى تتم الندوة كما تصورها بن عمر واشتهاها واذا تمت فعاليتها فانه يبدأ في الترويج لها والتعريف بالمشاركين فيها فيقدم أسماءهم ويعرف باعمالهم ويترجم قصائدهم وكل ذلك وغيره لوجه الثقافة ولوجه الله .
أيمكن ان يقارن جهد هذا العالم العامل بغيره ؟
هل يستوي هذا العالم في التراب بغيره من خلق الله ؟
هل يموت ذكره بمجرد موت جسده ؟
فيا جبل احزاني خذني اتنزه في غاباتك علني اجد من احب ممن فقدت وأستأنس بمن احببت اذ اي طعم لعالم فارقه من كان في همة وعلو مقام حبيبي وسندي ومؤازري محمد الصالح بن عمر ؟
تعليقات
إرسال تعليق