ماتت شهيدة الواجب

بقلم : محمد المي

غادرتنا اليوم سماح الحباشي إلى رقدتها النهائية تاركة دنيا للناس للناس في عمر ماكان ينبغي لها أن تترك فيه الحياة رغم مأسيها.
ماتت سماح وهي تؤدي واجبا مهنيا في لجنة شراءات الأعمال الفنية وكان يمكن أن يلقى مصيرها وسام غرس الله وذاكر العكرمي لولا لطف من ربي لطفا بهما .
ماتت سماح وهي تستعد لاقامة معرض للفنان العالمي نجا المهداوي بمناسبة المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثالثة . 
دعوتها لمشاركتي فرحي فهبت متثاقلة وهي مثخنة بجراح موت ليلى الحباشي الموسيقارة وصفيتها وخدينتها التي فارقت الدنيا مبكرا 
اكتوت سماح بنار الموت حيث مات أخوالها الواحد تلو الآخر فما يكاد يمر شهر الا وتفقد عزيزا عليها حتى غدت ضحكتها تختزل الألم أكثر مما تنضح املا وحياة 
عاشت سماح فترة قصيرة من عمرها لكنها عاشتها بالعرض حيث أعادت الحياة إلى دار الفنون بالمعارض المتتالية سواء الاستعادية أو غيرها من المعارض الكبرى التي بقيت في الذاكرة واصدرت الكاتالوقات الفنية الفاخرة 
اقامت ذكرى فوزي الشتيوي فكانت أياما مشهودة في تاريخ الفن التشكيلي واتاحت الفرصة للصغار حيث اقاموا معارضهم الأولى ولم تقتصر على الفنون التشكيلية فقط فقد اقامت مئوية البشير خريف هناك وكانت تزمع القيام بالكثير من ذلك إعادة فتح المكتبة لولا قرار اغلاق دار الفنون نظرا لتداعيها للسقوط.
في المقر الجديد كان آخر معرض للصديق الفنان أحمد الزلفاني وكان معرضا راقيا وناجحا بكل المقابييس . 
تولت إدارة أيام قرطاج للفن المعاصر وكانت دورة متميزة ستخلد ذكرها دون شك .
لم تمر سماح في صمت بل فعلت وأنجزت وسيخلد التاريخ اسمها بشكل أو باخر رحمها الله رحمة واسعة لقد كانت أصفى من الحياة

تعليقات