موتك كان منتظرا.. لكني لم أصدق

بقلم : محمد المي
عندما سألني فجر اليوم 12 فيفري 2022 صديقي نورالدين بالطيب هل انتحر مصدق؟

لم افهم عن اي مصدق يتحدث؟ بعد ذلك أكد لي وفاة الفنان التشكيلي ونقيب الفنانين حسين مصدق بانه توفي ولكنه لم يصدق خبر وفاته المفاجئ في سن لا تليق بالرجال أن يموتوا فيها مثلما كان يكرر صديقنا الراحل محجوب العياري : اللي يموت في الخمسين موش راجل " 
فعلتها اذن ياصديقي دون استئذان ..
كنت احدس بموتك ولكني لم اصدقه فلقد مرت بك اسوأ الأيام .

صدمة عاطفية عنيفة ارهقتك والحب قاتل اذا أتى صاحبه على كبر ...وانت تجاوزت الحب الى العشق والهيام عشته بكل جوارحك وفجاة انقطع حبل المودة فلم تصدق .

زادت لجنة اقتناء الاعمال الفنية في ارهاقك عندما رفضت إدارة الفنون التشكيلية اقتناء عملك وانت الذي لا مورد لك ألا ما تقده اصابعك وهذه مشكلة العديد من الفنانين الذين يعيشون مما تصبغه أناملهم على القماش الأبيض الشبيه بأكفان الموتى.... وكأنهم بالألوان يقهرون الموت وينتصرون عليه.

انسحبت من تعاونية الفنانين التي ساهمت في تأسيسها احتجاجا على طريقة سيرها وكيفية عملها وطبيعة المتدخلين فيها .
تفرق من حولك في نقابة مهن الفنون التشكيلية بعد أن انقذتها من براثن من طوعها لخدمة نفسه فكرمت صديقك وشبيهك - الا في الطول -  حمادي بن  سعد .
غدوت تشرب بنهم وتدخن بنهم أكبر

اختنقت بك الحياة ففارقتها قبل مجيء الربيع وفي قلبك شتاء حزين
رحمك الله أيها البهي فقط اوصيك خيرا بسماح عندما تلتقيها هناك.

تعليقات